أول مدرسة ”باليه” في صعيد مصر تخرج من رحم ”ألوانات”
الأكثر مشاهدة
في ظل مجتمع له عاداته وتقاليده الخاصة، والمسموح في المناطق الآخرى ممنوع لديه، ويحرم على بناته الكثير من الأنشطة، جاءت مجموعة ألوانات لتكسر التابوهات، وتغير المفاهيم السائدة، وتغرد خارج سرب المفروض لتكسر كهف العادات والتقاليد، وتبني مجتمع عمدانه الثقافة والفن، لتؤسس جيل يتنفس الفن والثقافة مثل تنفسه للأكسجين، لم تقف عند حد نشر الثقافة والفن فقط، بل حلقت في سماء الحرية وانشأت أول (مدرسة باليه) في صعيد مصر.
"مجموعة ألوانات" خرجت من رحم الشارع شعارها "الفن لكل الناس"
خرجت مجموعة "ألوانات" تحمل شعاراً (الفن لكل الناس وليس حكراً على المثقفين) في نوفمبر 2014، وكان (الشارع) الخطوة الأولى للمجموعة نحو نشر الفن والثقافة، فبدأت بإقامة معارض الصور الفوتوغرافية والفن التشكيلي والكتب، وحلم المجموعة لم يقتصر على محافظة المنيا فقط، ولكن تحلم للتوغل داخل مراكز المحافظة كلها، ثم الوصول إلى كافة محافظات الصعيد من شماله إلى جنوبه.
وأضافت "المجموعة" في حوارها مع موقع "احكي" أن حلمها انتقل من الشارع إلى تأسيس مقر ليصبح بمثابة منارة ثقافية في محافظة المنيا، اسسه في البداية مجموعة من الشباب المتطوّع، وبلغ عددهم 8 أشخاص فقط في البداية.
واستكمل المتحدث باسم المجموعة -الذي فضل التحدث باسم المجموعة وعدم ذكر اسمه- بأن الهدف الاساسي من (ألوانات)، هو إيصال الفن للمواطنين فى الشارع ، وتسليط الضوء على محافظة المنيا كمنبر فنى وثقافى ،و تشجيع المواهب الفنيه والمبدعين، وتوصيل مفهوم أن الفن لم يقتصر على القاعات والمثقفين فقط بل الفن مكانه الشارع والتفاعل مع الناس .
" أحنا نفسنا كل الفنون تنتشر، وتبقي جزء من المجتمع مش مجرد شئ هامشي أو ترفيهى، لأن ده هيغير حياة الناس للأفضل" هذه كانت رسالة المجموعة إلى المجتمع.
أول مدرسة باليه تظهر إلى النور في الصعيد
في ظل مجتمع محافظ يفرض على المرأة الكثير من القيود، ويكبلها بعاداته، واجهت مجموعة (ألوانات) كل تلك القيود بأكسير الفن والثقافة، فقال (ماركو عادل) مؤسس المجموعة أن "مدرسة الباليه" خرجت إلى النور في يونيه 2015، وبين أنه حدث عكس ما توقع فكان هناك قبول وترحيب من عدد كبير من أهالى الأطفال، وهذا كان الدافع الرئيسي لاستمرار المدرسة ـ التي بدأت في البداية بـ(30) طفل ثم وصل في فترة وجيزة جدا إلى 70 مشترك، حتى بلغ عدد المشتركين إلى 150 حتى الآن.
وقالت المجموعة أن سن القبول في المدرسة يبدأ من أربع سنوات حتى عشرين عام، وكسرت المدرسة حاجز آخر بالسماح للأولاد للأشتراك في المدرسة، ولكن عدد البنات أكثر بكثير من الأولاد.
وعن شروط التأهل للدخول إلى المدرسة، قالت المجموعة أن الشروط تتلخص جميعها في اللياقة البدنية، وعدم وجود إصابات سابقة، وتقوم بالتدريب الدكتورة (فاتن زيدان) المعيدة بكلية التربية الرياضية، و ( آية مصطفى) خريجة كلية تربية رياضية أيضاً.
والمدرسة تحتوى على غرف تدريب المشتركات، وشرح (ماركو) أن تدريب الأطفال يبدأ من بشرح معنى الباليه لتهيئتهم للتمرين، وبعدها البدء بمستويات تعليمية، التى تصل إلى تسع مستويات ، وقد تم الوصول بأول مجموعة تدريب إلى المستوى السادس، وبعد الانتهاء من المستويات يتم تدريب الأطفال على العروض.
طموح المدرسة الوصول إلى العالمية
رغم الانتقادات الكثيرة التي نالت المجموعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن وضح (ماركو) أن التدريب على "الباليه" قائم طول السنة، ليتجهوا بعد ذلك لمرحلة العروض قريباً، وذلك بالتعاون مع معهد الباليه بالقاهرة، كما أن المركز سيبدأ التعاون من كبرى المدارس بالمحافظة لتبادل الخبرات والزيارات للتعريف بالمركز ونشر الفكرة بشكل أوسع، ويصر فريق "ألونات" على ألا يقتصر النشاط على المستوى المحلي داخل مصر، بل يسعى إلى الوصول للعالمية.
ووجه (ماركو عادل) في نهاية حديثه "أن المجتمع متعطش إلى الفن، وكل أمانينا أن تكون كل المحافظات المصرية مشبعة بالفن والثقافة".
الكاتب
سمر حسن
الجمعة ١٩ أغسطس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا